شعرُ هجاءِ الذات الهجّاؤونَ عند العرب إنموذجاً
تنزيل
ملخص البحث
الهجاءُ في المعاجم العربية من هجا يهجو أي شتم وعدّد المعايب (( من هنا يتبيّن خطأ المعاجم العربية التي تفسد الهجاء بالشتم في الشعر )). وبعد فإِنَّ الهجاء يجب أن يقوم على مبدأ التساوي في المنزلة بين المتهاجين. ويبدو إن لفظة الهجاء لها معنى حسي قد تطوّر وأصبح يقصد به المعنى المعهود. وبقي هذا الغرض بارزاً على مرّ العصور ((لأننا قوم عشقنا هذا الولع بالملاسنات اللفظية)) وعلى كلّ حال يظلّ الهجاء وخاصّة هجاء الذات مستهجناً قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ): ((لا يقولن أحدكم خشيت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي)) لكن ما دفع بعض الشعراء إلى هذا النوع من الشعر (هجاء الذات) ((هو أن وجد الإنسان نفسه حقيراً لا يساوي شيئاً فكل الذي فوق التراب تراب, وبذلك يمتزج الهجاء بالرثاء)) وبذلك تصبح الأغراض الأربعة غرضين)) هذا وإن من هجوا أنفسهم من الشعراء قد تشابهت صفاتهم وحالاتهم الاجتماعية والخلقية فمزج بعضهم الهجاء بالسخرية. وهذا ما سمّي في علم النفس بالماسوشية أمّا هجاء الذات حديثاً فقد أصبح شاملاً لهجاء المرء والحياة وترفّع البعض عن تكبيت نفسه بهجاء لاذع.