استلابُ الهوية في رواية (في حضرة العنقاء والخل الوفي)
2021, المجلد 8, العدد 30, الصفحات 209-227
تنزيل
ملخص البحث
إنَّ استلابَ حقوق الإنسان من قبل السلطة السياسية المتمثّلة بالدولة؛ إنَّما هو نوع من أنواع العبودية، فهو يخلق مجتمعًا خاضعًا لأي سلطة تطبّق عليه قوانينها غير الشرعية، لكونها من أشدّ أنواع السلطات استلابًا للإنسان؛ لأنَّها تمثّل الدولة والمجتمع في آنٍ واحد، فيصبح فردًا عاجزًا في المجتمع خاضعًا لا يرفض القيود التي يُكبّل بها، ذلك أنَّ الهوية الثبوتية للمواطن تمثّل انتسابه إلى الوطن الذي يعيش فيه، فضلًا عن كونها توفّر له الحماية وتمنحه حقوق المواطنة، وفقدانها يشعره بالاغتراب داخل الوطن الذي يعيش فيه، وهو اغتراب أشدّ ممَّا لو كان يعاني من الغربة في دولة أخرى ليست موطنه الأصلي.وهنا يأتي السؤال: هل إنَّ الإنسان المستلب متقبّل لذلك الاستلاب منغمس فيه؟ وهل هو يمتلك استعدادًا فطريًا لتقبّل طرده من صميم المجتمع؟إنَّ بطل رواية (في حضرة العنقاء والخلّ الوفي) كان شخصية مهمّشة معذبة نفسيًا فرضت عليها الحكومة الاغتراب في بلدها الأم، فلم تُمنح حقّ المواطنة الذي يعدُّ حقًا لا بدَّ منه لكلِّ إنسان يولد في مكان ما، فإذا ما تصفّحنا قوانين أغلب دول العالم فإنَّنا نجدها تمنح كلَّ من يولد على أرضها جنسية بلد الولادة وإن لم يكن والداه من البلد نفسه، ليكون أحد مواطنيها، ويتمتّع بكلِّ الحقوق التي يتمتّع بها أي مواطن من أبوين يحملان جنسية البلد الذي ولد فيه, في حين كان بطل الرواية مسلوب الهوية يعاني منذُ طفولته من ذلك النقص الذي كَبر معه وسلب منه حق الأبوة فيما بعد