الشك واليقين عند نازك الملائكة المقدس الديني انموذجا
2021, المجلد 8, العدد 30, الصفحات 83-97
تنزيل
ملخص البحث
أثرت النصوص الدينية في جوانب الحياة تأثيرا كبيرا؛ فكان من الطبيعي أن يشمل هذا التأثير الأدب أيضا، فلا يكاد يخلو ديوان من الشعر الحديث من الإشارات أو الرموز الدينية المقتبسة والتي يتم توظيفها ليبث بعضا من المضامين المعاصرة يتناولها الشاعر في بعض أشعاره. وعُدت نازك الملائكة واحدة من شعراء جيلها الرواد الذين استعملوا ذلك بوعي تام وأجادوا فيها إجادة واضحة، لما تمتلكه هذه الإشارات من شحنات رمزية من جهة، ولأنها تجسد جانبا من جوانب الثقافة الجمعية من جهة أخرى، كما أن الحديث عن الرموز الدينية في قصائدها يقودنا إلى الحديث عن الموارد والمنابع التي استلهمت منها الشاعرة تلك الرموز، بغض النظر عن مصدرها على الرغم من إن معظمها يعود إلى الدين الإسلامي والقصص القرآني. ولا نغالي إذا ما قلنا إن الشاعرة من أكثر الشعراء الذين تمركزوا حول حياتهِم الباطنية؛ بما تمتلك من حساسية عالية وما عرف عنها من حس ورهافة، الأمر الذي دفعها إلى التعويض عن ذلك بتشكيل حساسية الحلم الشعري الخاص بها، المعبر عن حساسية الكيان الأنثوي المنتمي الى عالم مضطرب، فسعت إلى تشكيل حياة باطنية داخل كيانها؛ لتكون ملاذا لها، تحتمي خلف جدرانها، أملا في تمكنها من التخفي عما يحيطها، لذلك نراها تنتخب أقنعتها ورموزها لتعرية زيف عصرها، عبر تجسيد الشخصيات الموجودة في الموروث الحضاري، فاستطاعت بذلك أن تجسد رموزها بما يتلاءم مع روح العصر، ومتطلبات الحياة،والهموم الإنسانية والقومية، ونرى أن مواقفها في قصائدها تتغير فتارة نجدها تلجأ الى الاستعمال العابر للرموز الدينية من غير مراعاة لقدسية تلك الرموز أو الشخوص الدينية، وتارة تتحول إلى الاستنجاد طالبة العفو والتوبة، فمواقفها متنقلة من الشك إلى اليقين